معبد الرامسيوم في الاقصر luxor
حملة قادش
خرج رمسيس الثاني بجيوشه من قلعة ثارو الحدوديه وذلك في ربيع العام الخامس من حكمه. وبعد مرور شهر وصل بجيوشه الي مشارف مدينة قادش عند ملتقي نهر العاصي باحد فروعه. وكان الجيش المصري يتكون من اربع فيالق وهي فيالق آمون ورع وبتاح وست وهي أسماء آلهة مصر الكبري, بينما كان الملك مواتللي ملك الحيثيين قد حشد جيشا قويا انخرط فيه الكثير من الجنود المرتزقه بالاضافة الي جيوش حلفائه (ومن بينهم ريميشارينا امير حلب), واتخذ من قادش القديمه مركزا لجيوشه.
المعركه
وفيما كان رمسيس معسكرا بجيشه بالقرب من قادش (التي كانت علي مسيرة يوم واحد),اذ دخل معسكره اثنان من الشاسو (البدو) ادعيا انهما فارين من جيش الملك الحيثي ،واظهرا الولاء للفرعون الذي اسلمهما بدوره الي رجاله ليستجوبوهما عن مكان جيوش الحيثيين ، فاخبرا الفرعون بان ملك الحيثيين ما ان سمع بمقدم الفرعون حتي ارتعد وتقهقر بجيوشه الي حلب في الشمال من سوريا.
وفي الواقع لم يكن هذين الشاسو غير جواسيس ، وعلي اساس هذه الاخبار وبدون التأكد من صحتها اسرع الملك رمسيس علي رأس فيلق امون وعبر مخاضة لنهر العاصي, ثم سار الي مرتفع شمال غربي قادش وأقام معسكره هناك في انتظار وصول باقي الجيش ليتابع السير في اثر جيش خيتا الذي كان يظن انه في الشمال حسب ما أخبره الجاسوسان, وفي هذه الاثناء قبض جيشه علي اثنين من جنود العدو الكشافه اللذان استخلصوا منهما الحقيقه وهي ان الحيثيين كانوا كامنين في قادش وان العدو كان في طريقه لعبور نهر العاصي و مفاجئة الجيش المصري هناك .
وبالفعل عبر نصف الجيش الحيثي مخاضة نهر العاصي وفاجئوا فيلق رع ودمروه وبذلك قطعوا الاتصال بين رمسيس وبقية فيالقه ،واتجه العدو بعد ذلك بعرباته الحربيه وتابع تقدمه وهاجم فيلق آمون الذي فقد نتيجة ذلك العديد من جنوده,وهنا وفي مواجهة خطر التطويق والهزيمة المحتمه قاد الفرعون بنفسه هجوما ضد العدو ودفع به حتي النهر وقد ساعده في ذلك وصول فرق الجنود القادمين من بلاد امور والمسماه (نعارينا).
وبعد معارك ضارية بين الطرفين ارتد ملك الحيثيين بباقي جيشه الذي كان في الشرق ولم يشترك بعد في المعركه ، وكان التعب قد حل بجيش رمسيس ايضا واتفق الطرفين على الصلح,وهكذا انتهت المعركة دون نصر حاسم لاي من الطرفين ،بينما بقيت قادش في أيدي الحيثيين .