ايجي روم : صوت وصورة
 

ممر داخل الهرم الاحمر في دهشور بالبدرشين التابعة لمحافظة الجيزة giza

giza98.jpg

ممر داخل الهرم الاحمر في دهشور بالبدرشين التابعة لمحافظة الجيزة

كانت نظرة قدماء المصريين للزواج باعتباره رباطا مقدسا، فأعطوا حياة الأسرة قدرا عاليا من التقدير و الاحترام. و يتبين هذا بوضوح في كثير من التماثيل و النصوص التي تصور الرجال و النساء في رابطة حميمية ودودة، و اعتماد على بعضهم البعض؛ بالإضافة إلى التماثيل التي تصورالوالدين مع الأبناء

و كانت للزواج الملكي شعبية كبرى بين قدماء المصريين؛ لضمان التكافؤ الاجتماعي بين الزوجين، و تقوية الروابط الملكية. و كان من الممكن أيضا اختيار العروس من بين المعارف المقربين للعائلة. و كان سن الزواج للبنات حوالي 12 سنة. و كانت عائلتا العروسين، عادة، تتقاسمان تكاليف الزواج. فبينما كان العريس وعائلته يعطون مبلغا مناسبا من المال (كنوع من المهر) ويوفرون منزلا للإقامة؛ فإن عائلة العروس كانت توفر الأثاث والمنقولات. وكانت الاحتفالات والولائم تقام في المناسبة؛ حيث يجتمع أفراد العائلتين للاحتفال، كما كانت الهدايا تقدم للعروسين، من الأقارب والأصدقاء. و قد عرف المصريون هذه التقاليد عبر التاريخ

و كان أفراد العائلة يتقاسمون المهام والمسئوليات؛ فكان لكل منهم دور معين، لكي تسير الأمور في نعومة وسلاسة ويسر. وفي البيوت الصغيرة كانت الأم تتولى مسئولية كل ما يتعلق بشئون المنزل؛ من طهي ونظافة ورعاية للأطفال. وكانت البيوت الأكبر تحتفظ بخدم يؤدون الأعمال، و قابلات لمساعدة الأم

و كان قدماء المصريين يعتزون كثيرا بأطفالهم؛ ويعتبرونهم بركة ونعمة كبرى. و إذا حرم زوجان من الأبناء فإنهم كانوا يتوجهون إلى الربات والأرباب؛ طمعا في العون و المساعدة. و إذا فشل الزوجان، مع ذلك في الإنجاب؛ فإن التبني كان من بين الاختيارات المتاحة

ولقد اعتاد أطفال قدماء المصريين على اللعب بالدمى، و غيرها من لعب الأطفال، حتى يكبروا. و تعلم الصبية الصغار حرفة من آبائهم أو من حرفي ممارس خبير. واشتغلت الفتيات أيضا، و تلقين تدريباتهن بالمنزل على أيدي الأمهات. وكان الموسرون يبعثون بأبنائهم، بداية من سن السابعة، إلى المدارس؛ لتعلم الدين والكتابة والحساب. ومع غيبة الدليل على وجود مدارس للبنات، فإن بعضهن كن يتلقين تعليمهن بالمنازل؛ أساس في القراءة والكتابة، بينما أصبح البعض منهن طبيبات.

و كانت للمرأة مكانة متميزة في الحياة العائلية والاجتماعية. وبينما كان من المتوقع من النساء تربية الأطفال و العناية بالواجبات المنزلية، كانت هناك بعض الأعمال المتاحة لهن. و لقد أدار بعض النساء المزارع و الأعمال التجارية في غيبة أزواجهن أو أولادهن. كما كان النساء يوظفن في البلاط الملكي و المعابد؛ كلاعبي أكروبات و راقصات و مغنيات و عازفات. و استأجرت العائلات الموسرة خادمات (وصيفات) أو مربيات للمساعدة في أعمال المنزل وتربية الأطفال. وكان بإمكان النبيلات أن يصبحن كاهنات. و من النساء من عملن كنادبات محترفات في المآتم، و صانعات للعطور. و كانت للنساء مواردهن الخاصة، مستقلات عن الأزواج؛ كما كان لهن حق التملك والتصرف مستقلات في الممتلكات الخاصة، بالبيع أو بالمنح أو بالوصية: وفق الرغبة. وقد كن، في ذات الوقت، مسئولات عن أفعالهن مسئولية كاملة أمام القانون. والمرأة التي كانت تدان، أمام القضاء، في جريمة عظمى؛ كانت تعاقب بالإعدام: لكن بعد أن تتأكد المحكمة بأنها ليست حاملا. فإن وجدت المرأة المحكوم عليها بالإعدام حاملا، فإن إعدامها كان يؤجل إلى ما بعد ولادتها لطفلها

و كانت هناك حاجة دائمة في مصر القديمة للقوى العاملة؛ إذ كان الاقتصاد بها يعتمد مثل اعتماد الحضارة نفسها – على الزراعة. وقد غرس ذلك في الإذهان أن كثرة أفراد الأسرة يضمن لها دخلا أعلى. وكانت ظروف البيئة المصرية (الاجتماعية)، في ضوء الوفرة الهائلة في الطعام؛ إلى جانب انخفاض تكاليفه، قد أعفت المصريين القدماء من النفقات الهائلة لإنجاب الأطفال (و تربيتهم). و لهذا فضل قدماء المصريين دائما مضاعفة نسلهم. وفي مقابل عنايتهم بأطفالهم، فإن الآباء كانوا يحظون بالطاعة والاحترام الكامل، من جانب أبنائهم

و كان الاعتدال، في مصر القديمة من السمات البارزة في الحياة العائلية؛ بالنسبة لحقوق الرجال و النساء، والجدية و الاحتشام و التواضع و الترفيه و المتعة. و كانت الروابط العائلية متأصلة في أذهان وعقول الناس

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات