ايجي روم : صوت وصورة
 

صخرة على شكل هرم من العصر الفرعوني في دهشور بمحافظة الجيزة giza

giza96.jpg

صخرة على شكل هرم من العصر الفرعوني في دهشور بمحافظة الجيزة

آمن المصريون القدماء منذ عصور ما قبل التاريخ أن هناك قوى عظمى تتحكم في كل مظاهر الحياة. و يعتبر خلق العالم واحداً من أهم المفاهيم الدينية، فلقد اعتقد المصريون القدماء أن الخلق كان عملية تتم خلال أجيال مثلها بفيضان النيل السنوي، وأن كل يوم هو تكرار لعملية الخلق هذه. وكما كانت الشمس التي مثلها آتوم تعبر السماء من الشرق إلى الغرب حيث تختفي لتبدأ من جديد دورة حياتية أخرى، فقد استشعر المصري أن نظام الخلق هو نظام أبدي ولد ليستمر

و لقد اهتمت الديانة المصرية القديمة بالعلاقة المتبادلة بين الإنسان والآلهة، وهو أيضاً النظام الذي يحكم علاقة الإنسان بالآخرين و كيفية أداء الواجبات الروحية. و طبقاً لهذا المعتقد فإن العالم كان يدار طبقاً لنظام أبدي صارم، وهذا النظام الذي سمي ماعت وهو ما يعني الحق أو التوازن، و فيه أيضاً تجري الأمور على نحو منتظم وثابت وفي الإطار الأخلاقي كوفئت الإستقامة وعوقب الشر، وقد وجب على الإنسان أن يخضع رغباته وأفعاله لهذا النظام لكي يعيش حياة طيبة وبالتالي يستقم المجتمع

و لقد عبدت بعض الأرباب في كل أنحاء مصر بينما اقتصرت عبادة البعض الآخر على مناطق بعينها و لقد كان تعدد الآلهة علامة مميزة للديانة المصرية القديمة حتى عصر إخناتون الذي قام بتوحيد هذه الآلهة في صورة إله واحد أسماه أتون أو رب الشمس ومثله على هيئة قرص الشمس الذي تنتهي الأشعة المنبثقة منه بأيدى بشرية تمسك بعلامة الحياة. وبعد وفاة إخناتون عاد المصريون إلى تعدد الآلهة.

وفي العصر اليوناني أدخل بطليموس الأول عبادة سيرابيس إلى مصر حتى يكون لكل من المصريين واليونانيين إله رئيسي واحد. وكان سيرابيس هذا جامعاً للعديد من الآلهة المصرية والهيلينستية خاصة أوزوريس والثور آبيس. وقد تكون الثالثوث الرسمي لعصر البطالمة من سيرابيس وإيزيس وحربوقراط. وقد أقيم معبداً لهذا الإله في منطقة كوم الدكة بالإسكندرية وظل مقدساً حتى العصر الروماني، حيث مالت السياسة الدينية للإمبراطورية الرومانية إلى خلط ديانة بأخرى، فإيزيس على سبيل المثال قد عبدت في كل أنحاء الإمبراطورية اليونانية

هذا و يبدأ تاريخ المسيحية في مصر ببداية المسيحية ذاتها ويعتقد الكثير من المسيحيين أن الديانة المسيحية قد وصلت إلى مصر عن طريق القديس مرقص الرسول في بداية القرن الأول الميلادي. و أقدم ما وصل إلينا من وثائق عن هذه الفترة يعود إلى القرن الثاني الميلادي حيث عثر على مخطوطات مسيحية منها أوراق من إنجيل القديس يوحنا وإنجيل مسيحي آخر. ولقد خضع المسيحيون الآوائل للتعذيب تحت حكم أباطرة الرومان وحتى عهد الإمبراطور جالينوس، مع ذلك استمر المسيحيون في عبادتهم سراً وكانت لهم مدارسهم الغير رسمية حتى شهد عصر الإمبراطور قنسطنطين الميلاد الحقيقي للمسيحية عندما أعترف بها كديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية

و لقد جاء انتشار الإسلام مختلفاً عما كان عليه الحال بالنسبة للمسيحية حيث جاء الإسلام إلى مصر بعد إنتشاره في كل أنحاء الجزيرة العربية. وبعد اكتمال كل معتقداته الأساسية و يؤمن المسلمون أن القرآن هو آخر الكتب السماوية و هو المرجع الأساسي للتعاليم. حيث أنزل إلى الرسول محمد، الذي يعتبر آخر الرسل، بطريقة مباشرة. و تعد الحركة الصوفية هي أكبر إسهام قامت به مصر في الفكر الديني الإسلامي، حيث نشأت هذه الحركة في مصر في نهاية القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي). وتشير كلمة صوفي إلى الإنسان الذي يغرق في الروحانية و في عبادته لله بطريقة مختلفة عما إعتاد عليه الإنسان العادي

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات