ايجي روم : صوت وصورة
 

صورة قديمة للمصطافين في شاطئ ستانلي في محافظة الاسكندرية alexandria

alexandria7.jpg

صورة قديمة للمصطافين في شاطئ ستانلي في محافظة الاسكندرية

الإسكندرية فى العصر الإسلامى

عندما فتح العرب مدينة الإسكندرية الفتح الأول فى مستهل المحرم سنة 21 هـ بهرهم ما عاينوه من جمال العمارة وروعة التخطيط واتساع العمران

أحتفظت الإسكندرية بعد فتح العرب لمصر بتخطيطها اليونانى الذى يتميز بتقسيم الرقعة العمرانية للمدينة إلى شوارع مستقيمة منتظمة طولاً وتتقاطع مع شوارع تمتد عرضا فى زوايا قائمة بما يشبه رقعة الشطرنج وكان تخطيط الإسكندرية يتخذ شكل شريط عمرانى يمتد طولاً مع امتداد الساحل وتتخله شبكة من الطرق المستقيمة المرصوفة بالبازلت الملون وكان الشارع الطولى الرئيسى يعرف بالشارع الكانوبى ( أبو قير حالياً ) وكان يسمى فى العصر الإسلامى بالمحجة العظمى وكان يزدان على جانبيه بالأعمدة والتماثيل وتتخله أقواس النصر وكان يتعامد معه فى وسطه شارع كان يعرف باسم السيما يبدأ من الباب الشمالى ( باب البحر ) وينتهى جنوباً بباب العمود ( باب سدرة وباب البهار ) والأبنية المحدثة التى أحدثها العرب المساجد التى أقامها الفاتحون عقب الفتح كالجامع الغربى ( جامع الألف عامود ) الذى اقامه عمرو بن العاص ومسجد موسى علية السلام وكان يقع قرب المنار .غير أن تخطيط الإسكندرية تأثر بظروف غير مواتية ترتب عليها انكماش رقعتها المعمورة منها نقص عدد سكانها بعد الفتح العربى الأول سنة 21 هـ والفتح الثانى سنة 25 هـ ومنها هدم قطاعات من سور الإسكندرية بأبراجه وقلاعه عند الفتح الثانى له مما أدى إلى تراجع النطاق العمرانى إلى الداخل ومنها انقطاع مياه النيل فى خليج الإسكندرية لكثرة الرواسب الطينية والرملية واعتماد أهل المدينة على الآبار والصهاريج

ثم شهدت الإسكندرية فى عهد الدولة الطولونية عهداً جديداً بدأت تنتعش فيه الحياة العلمية والاقتصادية بعد عهود الأضمحلال استغرقت القرنين الأولين من الهجرة نتيجة طبيعية لتقلص المناطق المعمورة بسبب تخريب جوانب من اسوارها الشرقية والجنوبية لما سببته ثورات بنى مدلج بها

ويرجع الفضل للنهوض بالإسكندرية من عثرتها إلى أحمد بن طولون الذى طوق المناطق المأهولة بالسكان بسور

وفى العصر الفاطمى لم يتغير تخطيط الإسكندرية كثيراً عنه فى العصر الطولونى واتسع العمران من جهة الجنوب والشرق وكان ذلك مقدمة لازدهارها فى العصر المملوكى الأول نتيجة انتعاش الحياة الإقتصادية واقيمت القصور والمتنزهات . وحافظت الإسكندرية على النظام التخطيطى العام لشوارعها الرئيسية فى العصر الأيوبى واستجدت احياء كحى العطارين ودروب وحارات وأزقة ،كما بنيت العديد من الفناتدق للتيسير على التجار الغرباء المبيت وبيع سلعهم واقيمت العديد من الأسواق مثل سوق العطارين ووكالة الكتان وسوق الخشابين وسوق السلاح وسوق الشماعين وسوق الصاغة واتسعت رقعة الإسكندرية العمرانية فى عصر دولتى المماليك

تاريخ المدينة من الفتح العربى إلى العصر الفاطمى

مقدمة

كانت الإسكندرية قبل الفتح العربى عاصمة لمصر وكذلك العاصمة الثقافية والحضارية للعالم وكانت مركز الإشعاع العلمى والفلسفى التى تجذب جامعتها ومعاهدها طلاب المعرفة والبحث عن الحقيقة فى كل مكان

ودخلت مصر فى حوزة العرب والإسلام حوالى منتصف القرن السابع الميلادى ولم تعد الإسكندرية عاصمة لمصر وحلت مكانها الفسطاط وكان من الطبيعى أن تفقد الإسكندرية بعض أهميتها القديمة نتيجه لاتجاه مصر نحو العالم العربى وانفصالها عن العالم الرومانى

أصبحت الإسكندرية ثغراً أى جبهة دفاع بحرية وحداً فاصلاً مع العدو البحرى الرومىوظلت صفة الثغر لاصقة بالإسكندرية حتى العصر الحديث ،ولكن أهمية الإسكندرية لا تكمن فى كونها ثغراً أو جبهة قتال بحرية فى العصر الإسلامى فبفضل موقعها ومرساها الكبير ظلت أهم محطة بحرية فى شرق المتوسط تمر بها متاجر الشرق والغرب ،وإلى جانب الإزدهار الاقتصادى عرفت الإسكندرية الإسلامية العمران الكبير فأقيمت بها المساجد الجامعة والمدارس المعروفة والأضرحة المشهورة . وما زالت الإسكندرية تفتخر إلى اليوم بالكثير من مشاهير شيوخها وعلمائها من الزهاد والصالحين

فتح العرب بالإسكندرية

تميز فتح مصر بالسهولة فبعد أن استطاع القائد عمرو بن العاص فتح حصن بابليون لم يبق أمامه إلا الإسكندرية فسار إليها وقدم له أهل مصر ( القبط ) المعونة وأصبحوا أشبه بالقوات المساعدة للعرب ودخل العرب الإسكندرية فى أواخر عام 20 هـ وأوائل 21 هـ ( أواخر سنة 641 م

وصف الإسكندرية التى رأها العرب

وصف مؤرخ مصر ابن عبد الحكم مدينة الإسكندرية عند دخول العرب انها كانت تتكون من ثلاثة أحياء على كل حى منها سور وهناك سور على الثلاثة أحياء يسمى سور المدينة هذه الأحياء هى : حى المصريين وحى الروم وحى اليهود .

وكانت هناك صهاريج كانت تملأ من الترعة العذبة فى أوقات الفيضان ومازالت بعض هذه الصهاريج موجودة حتى اليوم ، كما وجدت أسواق مقنطرة بها أسقف بوائك ) مبنية على عقود وأقواس تحملها الأعمدة الجميلة

واشهر معالم الإسكندرية هو المنار أحد عجائب الدنيا السبع وتتمثل بقايا قاعدته المربعة فى قلعة قايتباى الحالية بحى الأنفوشى ، ويأتى بعد المنار عامود السوارى ويوصف بأنه اسطوانة عظيمة لم يسمع بمثلها

وكان من أهم معالم الإسكندرية كنيستان من أعظم كنائس الروم أولاهما هى كنيسة القديس مرقص ( المرقصية ) والأخرى هى الكنيسة القيصريون التى كان لها مسلتان قديمتان فى فنائها وهما اللتان نقلتا إلى نيويورك ولندن وباسمهما يعرف حالياً حى وشارع المسلة

الإسكندرية عقب الفتح العربى

يقال أن عمرو بن العاص اراد أن يتخذ الإسكندرية عاصمة للبلاد كما كانت ولكن الخليفة عمربن الخطاب رفض عندما علم أن النيل يحول وقت الفيضان بينها وبين بلاد العرب وقد خرج من الإسكندرية الميسورين من الروم ومعهم أموالهم وامتعتهم مما أدى إلى كساد التجارة ومعاناة من كان قد بقى فى المدينة من الروم أما عن أهل البلاد فقد تحسنت ظروفهم الإجتماعية وأحوالهم الشخصية

ولم يستمر الاستقرار بالإسكندرية إلا لمدة 4 سنوات عاد بعدها الروم إليها من جديد فى حملة بحرية كبرى واستولى الروم على الإسكندرية وخرجوا إلى الفسطاط وتم اللقاء بين عمرو وبين الروم عند بلدة نقيوس على ضفة النيل بالقرب من مدينة منوفوقامت معركة برية نهرية عنيفة انجلت عن انكسار الروم وفرارهم نحو الإسكندرية واستطاع عمرو من قتل الروم ولما طلب بعضهم الرحمة أمر عمرو برفع السيف عنهم وفى الموضع الذى أعلنوا فيه الأمان أمر بإقامة مسجد عرف بمسجد الرحمة نسبة إلى رأفة عمرو بأعدائه المغلوبين.

المساجد الأولى والربط وبداية التعريب

فى أقل من خمسين سنة كان مسجد عمرو بن العاص أحد مساجد خمسة فى الإسكندرية عرفت بقداستها ومكانتها فى قلوب أهل البلاد وهى : مسجد موسى النبى ، مسجد سليمان عليه السلام ومسجد دى القرنين ومسجد الخضر عليهما السلام ومسجد عمرو بن العاص الكبير وما زال مسجد النبى دانيال بالشارع الذى يحمل اسمه بالإسكندرية يعيد إلى الأذهان ذكرى هذه المساجد القديمة

الإسكندرية على أيام الأمويين

اهتم معاوية خليفة دمشق بأمور البحر والأسطول واخذت الإسكندرية تستقبل العرب من الشام والحجاز فزاد تعريبها بكثرة العرب فيها الأمر الذى يفسر عودة العمران وزيادة المساجد

وبنى والى الفسطاط عتبة بن أبى سفيان أخو الخليفة دار إمارة له فى الإسكندرية وبذلك أصبحت الإسكندرية مقراً للوالى أى أنها أصبحت عاصمة ثانية للبلاد

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات