ايجي روم : صوت وصورة
 

portsaid شروق الشمس في مدينة بورسعيد و من بعيد مبنى هيئة قناة السويس

portsaid55.jpg

شروق الشمس في مدينة بورسعيد و من بعيد مبنى هيئة قناة السويس

تعتبر قناة السويس رمز لكفاح المصريين. فكم عانت مصر من أطماع المعتدي بحجه قناه السويس. قبل أن أبدأ بتاريخ قناه السويس أود أن أعطي لكم معلومة في غايه الاهمية وهي أن قناة السويس ليست أول ممر مائي يربط بين البحر الابيض المتوسط بالبحر الاحمر بل ومنذ الآف السنين أدرك أجدادنا الفراعنة ضرورة ممر مائي وبالفعل حفر الفراعنة ممر مائي يربط نهر النيل بالبحر الاحمر و بالتالي ربطوا بين البحر المتوسط و نهر النيل و البحر الاحمر و قد أستخدم هذا الممر حتى القرن السابع الميلادي لكنه مع مرور الايام ردم. ومرت الايام و اقترب العالم من بعضه البعض و أصبحت السفن أسرع وسيله للتنقل و كان طريق الرجاء الصالح(جنوب أفريقيا) أسرع طريق لربط الشرق بالغرب لكنه كان طريق طويل و خطر

و في عام 1854 جائت فكره حفر ممر مائي يربط بين البحر المتوسط والبحر الاحمر للمهندس الفرنسي (فردناند ديليسبس) الذي درس المشروع و قدمه لصديقه حاكم مصر ان ذاك الخديوي سعيد الذي وافق على المشروع

أسست شركه خاصه سميت شركه قناه السويس العالميه وأشترت مصر 44% من أسهم هذه الشركه وبدأ العمل في حفر قناه السويس عام 1859 و بدأ حفر قناة السويس و ذهب المشرفون على المشروع يختارون عمال مصريين مما تتراوح أعمارهم بين العشرين والخمسين عاماً. شارك في حفر قناه السويس حوالي 2,400,000 عامل مصري منهم 125,000 فقد حياته. فقد كان يعامل العامل المصري معامله العبيد فلم يكن هناك أي اهتمام بصحه العمال وتوفي الكثير من العمال على أيدي المشرفين تحت التعذيب ورمياً بالرصاص وكان أي عامل يموت يعوض بداله عامل مصري اخر وتوفي ايضاً الكثير بسب الامراض وسوء التغذيه

أفتتحت قناه السويس في 17 نوفمبر عام 1869 وكان طولها في ذلك الوقت حوالي 100 ميل وعمقها 26 قدم وعرضها 175 قدم

قناه السويس زادت مصر أهميه وجعلتها أهم دوله في العالم من حيث الموقع الجغرافي. فالان وبعد حفر قناه السويس اصبحت المسافه بين الكويت ولندن على سبيل المثال 6,500ميل فقط بعد ان كانت 11,300 ميل

و في عام 1875 وقعت مصر في ديون كبيره على يد الخديوي اسماعيل مما جعلته يبيع نصيب مصر في قناه السويس الى بريطانيا و أصبحت بريطانيا تسيطر على قناه السويس. وفي عام 1882 بدأب ثوره بقياده الزعيم أحمد عرابي ضد الخديوي مما أعطت بريطانيا الحجه كي تستعمر مصر وتحافظ على الخديوي. لكن السبب الرئيسي للاستعمار كان قناه السويس. استمر الاحتلال وفرض الهيمنه البريطانيه على مصر حتى عام 1952 عندما نجحت الثوره في قلب نظام الحكم و طرد الملك فاروق. بدأت الحكومه المصريه بقياده جمال عبد الناصر للعمل من أجل مستقبل افضل لمصر وكان مشروع السد العالي بدايه هذا المستقبل الافضل, فالسد العالي سيحمي مصر من أضرار الفيضان وسيوفر أراضي زراعيه جديده اضافه الي توليد الكهرباء فكان لابد من انشاء هذا المشروع و لكن كيف. كيف و مصر ليس لديها المال الكافي لتمويل هذا المشروع الضخم. لجأت مصر للبنك الدولي لكنه رفض تمويل المشروع ولم يبق سوى تأميم قناه السويس التى كانت لازالت دولة داخل دولة تحت السيطره البريطانيه والاداره الفرنسيه و بالفعل قام جمال عبد الناصر بتأميم قناه السويس 26 يوليو سنه 1956 وأصبحت قناه السويس ملكاً لمصر والمصريين لكن قوى الاستعمال رفضت هذا القرار اذ دخلت القوات الاسرائيليه والفرنسيه والبريطانيه أرض مصر واحتلوا سيناء وقناه السويس وفي ديسمبر 23 عام 1956 و بعد المقاومة الشعبية الباسله تم دحر العدوان الثلاثي من أرض مصر الحبيبه و اممت قناه السويس و أصبحت مصر قادرة على بناء السد العالي الذي كان أمل المصريين وبدأ بناء السد العالي سنه 1960

فتحت قناه السويس بعد العدوان الثلاثي و أصبحت مصرية 100% حتى عام النكسه1967 عندما احتلت اسرائيل سيناء و أغلقت قناه السويس مره اخري و ظلت مغلقة حتى عام 1975 بعد حرب اكتوبر 73 وتحرير سيناء وكان اجمالي خساره العالم من اغلاق قناه السويس حوالي 14 بليون دولار

و الآن و بعد حوالي 134 عاماً من افتتاح قناة السويس ازدادت اهميه القناة فعن طريقها ينقل حوالي 14% من التبادل التجاري العالمي و 26% من صادرات البترول و 41% من البضائع التي تصل لدول الخليج. فهي تعتبر رمزاً لمعاناة مصر والمصريين فكم ألفاً من الشهداء أعطوا دماءهم فداءً لمصر و قناة السويس و غرقت دمائهم في الارض قبل أن تجري المياه فيها تحيه لهؤلاء الابطال عمال مصر الابرار وندعوا لهم بالجنه بعد أن زاقوا العذاب على ايدي المشرفين بقياده ديليسبس الذين كانت تهمهم في المقام الاول و الاخير مصلحه بلادهم على سلامه العامل المصري البسيط فهؤلاء العمال اكدوا عزيمه الانسان المصري الذي بنى الاهرامات منذ الاف السنين و الذي هو مستعد بالفداء بروحه من أجل مصر الغالية

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات