ايجي روم : صوت وصورة
 

مسلة في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة behera

behera6.jpg

من تاريخ محافظة البحيرة

المقاومة الشعبية على طول الخط

واخذ اهل القرى فى البحيرة يتعقبون جنود نابليون على خط سير الحملة الذين كانو يتخلفون عن الفرض تابعين لها سواء بسبب التعب او المرض او التخلف لابلاغ الرسائل اليومية والبلاغات الحربية الى قادة الفرق فامعن المواطنون فيهم قتلا وذبحا لان العدو سبب الجوع والعطش - اخذ فى سلب القرى التى كانت فى طريقه ففى 14 يوليو نهب الجنود التابعون للجنرال بون وجنرال فيال قرية النجيلة ومع ذلك لم يستطع الضابط مقاومة تذمر جنودهم من الجوع والعطش نظرا لان ترعة المحمودية كان قد جف ماؤها لانها لم تكن تمتلىء بالماء الا فى زمن الفيضان فلم يبق امامهم سوا الشرب من مياه الابار ولكن الاهالى كانو قد اتلفوها حتى لا ينتفع بها العدو فلاقى الجنود تعبا شديدا بسبب العطش ولما وصل الجنود الى الترانة ( وهى احدى قرى حوش عيسى حاليا ) صادروا المواشى ونهبوا البيوت فاسرع الاهالى واشعلوا النيران فى جرون الغلال حتى لا يحصل العدو على علف خيوله وعندما وصل الفرنسيون الى باب رشيد وهو الباب الشرقى من اسوار الاسكندرية فوجئوا بعدد من المرابطين الذين ضربوا حيصارا شعبيا حول قوات

الجنرال ديموى فضاق بهم وقتل ثلاثة واربعين من الاهالى وادرك يومئذ ان هناك اتصالا وثيقا بين المكافحين فى الاسكندرية والمكافحين فى دمنهور

واذا رجعنا للطريق النيلى وجدنا الكولونيل داما يحمل البريد من الاسكندرية الى القاهرة عن طريق فرع رشيد فينحدر بسفينتة من رشيد يوم 16 يوليو فما يكاد يقترب من مطوبس وادفينا حتى يهاجمه المواطنون فيتقهقر الى رشيد ويحاول استئناف المسير فينهال عليه الرصاص من برنبال والسالمية ودسوق وسنهور

ولقد شهد مينو فى خطابه بعث به الى نابليون فى 4 اغسطس بصعوبة المواصلات بين رشيد التى ضاق بها ذرعا اما كليبر وكان محصور فى الاسكندرية فكان موقفة اكثر حرجا حيث ان الكتيبة التى كانت معه لم تكن كافية لقمع حركات اقليم كبير كالبحيرة وبخاصة مناطق ادكو ورشيد والكريون وقد كانت ثورة اهالى هذه المناطق كافية لقمع المواصلات على جيش الحملة وتهديد الاسكندرية عن طريق البر وقطع ماء الشرب عنها بالاستيلاء على ترعة المحمودية كتب كليبر الى نابليون يقترح عليه وضع حاميات قوية فى دمنهور والكريون بالمدافع

اما بركة غطاس فقد تحمس اهلها وقطعوا ترعة المحمودية فامر كليبر بحرق البلدة ونهبها ولم ينس نابليون ما كان من اهل دمنهور ضد الجنرال ديموى فارسل اليها احد قواده فتوجه من القاهرة الى الرحمانية ومنها الى دمنهور فجرد اهلها من السلاح واعدم خمسة اعيانها ومشايخها ثم عاد الى الرحمانية واقام بها قلعة بها قلعة وانشىء مستودعات للذخيرة تمهيدا لجعلها عاصمة للبحيرة بدلا من دمنهور

الثورة على نابليون فى ادكو وادفينا ودمنهور وعلقام :-

بعد انكسار الاسطول الفرنسى فى موقعه ابى قير البحرية على ايدى الانجليز ازداد الحماس فى نفوس المصريين بعد ان فقد الفرنسيون قدرا كبيرا من هيبتهم فاندلعت الثورة من جديد فى رشيد وما حولها فاسرعت اليهم الحملة الفرنسية وقدمت الثوار للمحاكم الصورية واتهمت مشايخ ادكو وادفينا بالتحريض على هذه الثورة فأعدموا رمياً بالرصاص ولم ينقضى شهر حتى رفعت دمنهور علم الثورة فقامت قوة فرنسية من رشيد الى الرحمانية ومنها الى دمنهور وسبق زعماء الثورة الى ساحة الشرف والفداء ساحة الاعدام رميا بالرصاص وعندما اوفد نابليون ياوره ( جوليان ) من القاهرة برسالتين احداهما الى ابى قير والاخرى الى كليبر خرجت به السفينة فى فرع رشيد حتى وصلت الى علقام ( احدى قرى كوم حماده ) فهجم عليهم الفلاحون هجمة رجل واحد وقتلوهم حتى لم يبق منهم جندى واحد فامر نابليون بحرق قرية علقام فلم يبق منها دياراً

وانقضى عام 1799 والثورة ضد الفرنسيون تندلع تباعا من البحيرة وشتا ارجاء مصر وما تزال الاسكندرية ورشيد والبحيرة مراكز الانفجارات الثورية حتى انه بعد مغادرة نابليون لمصر سرا وتولى كليبر قيادة الحملة فى مصر اصدر الاخير تعليمات تغير التقسيم الادارى لمصر ولاول مرة جعل الاسكندرية ورشيد والبحيرة قسما واحدا عاصمته الاسكندرية بغية احكام السيطرة على الاقاليم

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات