ايجي روم : صوت وصورة
 

من داخل احد الاديرة في وادي النطرون بمحافظة البحيرة behera

behera5.jpg

داخل احد الاديرة في وادي النطرون بمحافظة البحيرة

البحيرة و الفتح الاسلامي لمصر :البحيرة قنطرة الاسلام

كان يوم 9 ابريل سنة 641 م عام 20 هـ بداية انطلاقة هائلة للمسلمين نحو الهدف الذى قادهم من اجله عمرو بن العاص الى مصر ففى هذا اليوم انتهى الحصار الذى ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الاسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى الان ( الطرانة ) احدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع واقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الرومانى ( تيودور ) الى الاسكندرية فبعث اليه القائد عمرو

بن العاص احد قواده ويدعى شريك بن سمى بن عبد يغوت بن جزء المرادى وهو من صحابة رسول الله ( ص ) - ليقضى على فلول الجيش الرومانى المهزوم فادركه الروم عند قرية تقع فى شمال الطيرية فقاتلهم فاعتصم بمنطقة تسمى ( الكوم ) حتى ادركتة الامدادات التى ارسلها له عمرو مع احد قواده ويدعى ( مالك بن ناعمة الصدفى ) الذى انقض على الروم بفرسه من اعلى الكوم وواقعهم فلم يستطيعوا تضييق الخناق على القائد المسلم فسميت تلك المنطقة باسم كوم شريك نسبة الى ( شريك ) الفارس العربى المسلم

ثم سار عمر بن العاص بعد ذلك بمحاذاة الترعة التى تلى الصحراء فى اتجاه الشمال الغربى حتى وصل الى الدلنجات ومضى فى طريقه حتى اعترضت حامية الروم عند ( سنطيس ) وهى فى جنوب دمنهور بسبعة كيلو مترات وهناك دارت المعركة وانتصر المسلمون ولاذ الروم بالفرار واستمر عمرو فى زحفه نحو دمنهور فبدد بها شمل العدو واتجه الى الاسكندرية وقطع مسافة عشرين ميلا حتى بلغ ( حصن الكريون ) ( والكريون مدينة بالقرب من قرية معمل الزجاج بكفرالدوار ) وحصن الكريون كان اخر حصن رومانى قبل الاسكندرية حيث اوى اليه الروم من هجوم المسلمين عليهم وعند الكريون دارت رحى القتال بين الروم والمسلمين وسقط حصن الكريون فى ايدى العرب فكان انتصارهم على الروم فى تلك الموقعة حاسما فانكشف لهم الطريق ثم سار عمرو الى الاسكندرية حتى وصل الى اسوارها ففتحها وأبرم عقد الصلح مع المقوس كبير الأقباط والحاكم العام باسم الروم فى الاسكندرية وقتذاك وجعل عمرو القائد المسلم وردان واليا على الاسكندرية ثم سار عمرو من الكريون نحو الشرق على ضفاف النيل ( فى الحوف الغربى ) وهو الاسم الذى اطلقه العرب على اقليم البحيرة حتى وصل الى اخنا ( ادكو حاليا ) فضرب الحصار حولها حتى اضطرت الى التسليم وعرض الاسلام على اهلها فاسلموا وتم الصلح كما تم مع قزماس حاكم رشيد وحنا حاكم البراس حتى وصل المسلمون الى دمياط وبهذا تمت لهم السيطرة على منافذ النيل على بحر الروم الذى اصبح بعد ذلك بحيرة اسلامية

مما يعنى ان موقعة الكريون سنة 20ه كانت فاصلة بين دولتين قبل ان يدرك عمرو بن العاص اسوار الاسكندرية سنة 25هـ

وهذه هى الجبهة الغربية التى التقى فيها الاسلام بروحانيتة من الرومان بمظالمهم وقال اقليم البحيرة فى هذا الميدان كلمته

دور خربتا فى الفتنة الكبرى

اشتعلت نيران الفتنة بين على بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان سنة 37 هـ واصل القصة ان محمد بن ابى حذيفة كان يتيما فرباه عثمان بن عفان حتى كبر

وبعثه إلى مصر وغزا في معركة ذات الصواري ثم تتكر لعثمان وانقلب عليه وحرض على قتله بل أرسل الذين قتلوه وصار واليا على مصر وعلم معاوية بن أبى سفيان فقدم إلى مصر وطلب من ابن حذيفة تسليم قتلة عثمان فرفض فاستقدمة معاوية الى الشام وسحبه ثم قتله وتولى الامام على بن ابى طالب الخلافة بعد مقتل عثمان فرفض واستعمل على مصر قيس بن سعد الذى دخلها فوجد اهلها منقسمين الى ثلاثة فرق : فرق دخلت الجماعة فكانت معه وفراقه اعتزلت بخربتا احتجاجا على قتل عثمان ومطالبة بالقصاص من قتلة عثمان وفرقة قالت نحن مع على مالم يأخذ الثار من اخواننا وعندما طلب قيس بن سعد البيعه من المصريين بايعوه الا خربتا التى ساءها قتل عثمان بن عفان فارسلت طائفة الى قيس تطالبه بدم عثمان فأرسل الى اهلها يبلغهم انه لا يريد ارغامهم على البيعه وانه لن يحمل السلاح فى وجوههم .

فاستمالهم وساسهم بالحكمه واحسن اليهم وارسل معاوية الى قيس يغريه ويتوعده فلم يظفر منه بشىء فادعى عليه ان كتب اليه مطلبا بدم عثمان وعندها دست الدسائس بين الخليفة على بن ابى طالب وقيس بن سعد وعلم الامام بما خطبه معاوية فى اهل الشام ضد قيس بن سعد وقد اشير على على بن ابى طالب يأمر قيس بقتال خربتا فأبى قيس ان يفعل ذلك فعزله على وتبين بعد ذلك انه كان يقاسى الدسائس ولكن بعد فوات الاوان فعرف التاريخ لقيس بن سعد يده البيضاء على خربتا التى نجت من الفتنة بفضل سياسة الحياد وعدم الانحياز وكفى خربتا فخرا بما كتبه قيس عنهم الى على بن ابى طالب فقال انهم وجهة اهل مصر واشرافهم واهل الحفاظ ........ وهم اسود العرب : منهم يس بن ابى ارطأة ومسلمه بن مخلد ومعاويه بن حديج

البحيرة فى العصر الحديث

كانت البحيرة اول اقليم حمل راية المقاومة قبل ان تطأ اقدام جنود نابليون شواطىء الاسكندرية ، ذلك بان البحيرة كانت دوما الدرع الاولى فى الدفاع عن مصر كلما شن عليها العدو غارة من تابر او البحر ففى الثانى من يوليو سنة 1798 نزلت جنود نابليون يحتلون مدينتهم فتلقى كاشف البحيرة رسائل من اهل الاسكندرية بطلب النجدة فجمع عربان البحيرة وزحفو على ظهور خيولهم دفاعا عن الاسكندرية فلما راى اهل الاسكندرية بسالة أهل البحيرة اشتد ازرهم فوقفوا يصدون جنود فرنسا عن أحتلال مدينتهم ولكنهم لم يصمدوا ان كانوا قد كبدو من الضحايا الكثير واصيب كلا من كليبر ومينا بجراح فشتان بين الاسلحة واسلحة وشتان ايضا بين النظام والفوضة اما حكومة مصر وقتها فكان زمامها بايدى الدخلاء الغرباء لا بايدى اهلها وولاة امرها .

وبدء جنود نابليون فى تنفيذ خطة الاحتلال وسار جنرال دوجا من الاسكندرية

وعبر ابى قير وبغاز ادكو حتى وصل الى رشيد واحتلها وصدر امر نابليون جنرال مينو حاكما عليها وكانت مهمته اخماد ثورة الاهالى وحماية بغاز رشيد من غارات الانجليز اما الجيش الفرنسى الذى سلك طريق البر وقد غادر الاسكندرية وعلى رأس نابليون ومر فى محاذاة ترعة المحمودية ومر بالمواقع الاتية : البيضا والعكريشة والكريون والعوجة وبركة غطاس ولم ترهب مدافع الفرنسيين اهل البحيرة فقد انقض الاهالى على جنود نابليون بعد ابعاده عن الكريون بمسافة فرسخ فقتلوا ما قتلوا من الجنود ودفنو ما دفنوهم فى الرمال ففقد عدد كبير من الجنود والقادة الفرنسيين على ايدى الاهالى وتلقا الجيشان الفرنسيان البرى والبحرى فى دمنهور فى 7 يوليو فوجدو ستة الاف رجل من الاهالى على استعداد للقتال فابعدهم القائد الفرنسى بقذائف مدافعه وفى ليلة عشرة يوليو قامت الفرق كلها من دمنهور قاصدة الرحمانية فأحتلتها فى اليوم التالى وانقضه ليلة 13 يوليو بالاسطول امام منية سلامه التى تقع على الضفة اليسرى لفرع رشيد بين الرحمانية وشبراخيت حيث التقا الاسطول الفرنسى بقوات مراد بك فتجمهر الاهالى على الضفتين متسلحين بالبنادق والعصى فاغرقو خمسة سفن للفرنسيين ولكن مراد بك هزم فى تلك الموقعة واحتل الفرنسيون شبراخيت وعدت معركة شبراخيت التى هزم فيها مراد بك اول انتصار لنابليون على المماليك فى 13 يوليو من عام 1798 ومضى الفرنسيون فى زحفهم الى القاهرة مارين بشابور وكوم شريك وعلقام والطرانة وابو نشابة ووردان التى كانت اغنى القرى التى مر بها فنبهوها فغادرها اهلها من بطش الغزاة الطغاة ووصلوا بعد ذلك الى ام دينار التى ذادت بها المقاومة الشعبية فوقف الشعب صفا واحدا من المماليك فى معركة الاهرام

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات