ايجي روم : صوت وصورة
 

حفائر كوم الدكة الاثرية في الاسكندرية alexandria

alexandria48.jpg

حفائر كوم الدكة الاثرية في الاسكندرية

حمام كوم الدكة الروماني بالإسكندرية

حمام كوم الدكة هو أحد الحمامات الرومانية المتبقية بالإسكندرية كآثار من العصر الروماني في مصر

يتشابه حمام كوم الدكة والحمامات المنتشرة في ايطاليا كما تبدو أمثلتها في مدينتي بومبيي وهركولانو إلا أن حمام الإسكندرية أصغر حجما وأقل زخرفة ، ولا يوجد به ملعب رياضي أو حمام سباحة كتلك الملحقة ببعض حمامات بومبي.

وحمام كوم الدكة ليس مزدوجا ، بمعنى أنه ليس به جزء خاص بالنساء وجزء خاص بالرجال

ويتكون حمام كوم الدكة من ثلاث حجرات في صف واحد حوائطها في جزئها العلوي مبنية بقوالب الآجر المرتكزة على أساسات من كتل حجرية مربعة

ويرجع استخدام قوالب الآجر المحروق إلى العصر الروماني في مصر

الحجرة الأولى

ويبدو أن الحجرة الأولى كانت حماما للماء البارد والتي كانت تسمى ( فريجيداريوم ) فقد بنيت على شكل حوض مربع يشغل ثلاثة أرباع الأرضية

وينزل إليه المستحم بواسطة ثلاث درجات بنيت في الركن الجنوبي الشرقي ، وهو الركن القريب من باب الحجرة الثانية ، وهذه الدرجات لها الطابع المألوف عن السلم الذي يبنيه المهندسون الرومانيون ، فالدرجة العليا قليلة الارتفاع والوسطي تزيد عنها في الارتفاع والسفلى أكثرهم ارتفاعا .

و قد غطيت جدران الحوض بالمصيص الممزوج بمسحوق الرخام ليصبح السطح مصقولا ، وحتى لا يسمح بتسرب المياه منه

ويشير ذلك التركيب للمصيص إلى أن الحمام يرجع إلى عصر مبكر من حكم الرومان لمصر ، وربما كان ذلك في القرن الأول الميلادي

الحجرة الثانية

تلي الحجرة الأولى حجرة البخار ( التبيداريوم ) ويتم الوصول إليها عن طريق باب ضيق في ركن الحائط الجنوبي في الجانب البعيد عن مغطس الماء البارد

وللحائط الغربي من حجرة البخار نتوء على هيئة محراب وربما كان في سقفه القبب فتحة بمثابة نافذة أسوة بما نراه في مثل هذه الحجرة من الحمامات في إيطاليا

غطيت جدران هذه الحجرة برسومات من الفرسكو على طبقة المصيص الممزوج بمسحوق الرخام ، ويمكن تمييز صورة عمود مرسومة في الفرسكو قرب النتوء والعمود من النظام الكورنثي ، كما يوجد آثار للألوان الأحمر والأصفر والأسود مستخدمة لهه الرسومات ، أما أرضية هذه الحجرة فهي كمثيلاتها في بعض الحمامات الرومانية مغطاة من الطين المحروق مرفوعة على أعمدة مربعة الشكل ارتفاع كل منها نصف متر بنيت من الآجر المحروق ، والغرض من رفع هذه الأرضية هكذا هو السماح للهواء الساخن القادم من حجرة الساخن حيث الأفران بالمرور تحت أرضية حجرة البخار عن طريق فتحة قطرها ربع متر تقريبا فعندما تسخن أرضية حجرة البخار ترتفع درجة حرارة الحجرة

الحجرة الثالثة

أما الحجرة الثالثة في الحمام وهي المجاورة لحجرة البخار فهي حجرة الماء الساخن

والملاحظ أن الباب الفاصل بينها وبين حجرة البخار أوسع من ذلك الباب الفصل بين حجرة البخار وحجرة الماء البارد ، كما أن الباب الأول المتسع يقع في منتصف الحائط الفاصل بين حجرة الماء الساخن وحجرة البخار

وربما كان الغرض من بنائه بهذا الشكل واتساعه هو السماح بمرور أكبر كمية من الحرارة والبخار من حجرة الماء الساخن إلى حجرة البخار لتساعد بدورها على رفع درجة حرارة الهواء في حجرة البخار ، كما أن ضيق الباب الفاصل بين حجرة البخار وحجرة الماء البارد يحفظ لحجرة البخار حرارتها ، كما يلاحظ أن الحائط الشمالي لحجرة الماء به فتحة لتثبيت الحوض لوضع الماء الساخن به ليستحم فيه الزائر أو ربما كان يقف فيه الزائر على أن تسقط عليه المياه الدافئة من أعلى كما يفعل الدش في عصرنا الحالي ، وكما نرى هذا في بعض حمامات مصر الرومانية ، وخاصة حمام تل أتريب قرب بنها .

وقد كانت الحمامات في العصر الروماني تزود بالمياه عن طريق قناة أو فتحة متصلة ببئر أو صهريج مجاور للحمام.

ويشبه حمام كوم الدكة حماما آخر أكتشف منذ زمن بعيد في الإسكندرية ولكنه اندثر الآن وعرف باسم حمامات كليوباترا ) أو قصر كليوباترا

وقد بني هذا الحمام أيضا من الحجر الجيري وقوالب الآجر المحروق ، وهو مستطيل الشكل ويشغل مساحة قدرها 150 مترا مربعا تقريبا ،

ويتكون هذا الحمام من طابقين السفلي منها منحوت في الصخر والعلوي بمثابة حمام فوق الأفران

و قد انتشرت في الإسكندرية حمامات ساخنة كثيراً ما كانت غنية بزخرفتها ، وبما فيها من أعمال فنية وتماثيل وغيرها كما كان شائعا في حمامات ايطاليا

و قد اشتهرت بعض التماثيل الموجودة في حمامات الإسكندرية لدرجة أنه أطلق على الحمامات أحيانا أسماء التماثيل المشهورة التي بها مثل حمام اياسوس ( وهي من ربات البحر ) ، وحمام الحصان ، وحمام هيجيا ( نسبة إلى إلهة الصحة ) وغيرها

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات