سرير اثري من متحف و منزل كفافيس في الاسكندرية alexandria
سرير اثري من متحف و منزل كفافيس في الاسكندرية
المولد والنشأة
ولد الشاعر" كوستيس بتروس فوتياديس كفافيس" الذي اشتهر باسم كفافيس بأحد منازل شارع شريف بالإسكندرية في التاسع والعشرين من شهر إبريل عام 1863.
وكان والده "بتروس"المنحدر من عائلة "فوتياديس" قد هاجرمن إستانبول إلى الإسكندرية. ويرجّح بعض الباحثين أن أسرة الشاعر كفافيس منحدرة من أصل أرميني، غير أن كفافيس نفسه لم يشر إلى هذا من قريب أو من بعيد كما أنه يفتخر دومًا بأنه يوناني من بيزنطة
وكان والد كفافيس تاجرًا كبيرًا بالغ الثراء، أنجب من الأبناء تسعة أصغرهم كفافيس الشاعر، وكان لكفافيس أخوان يمارسان الرسم كهواية، وآخر إخوته كان يهوى الموسيقى وهو ما قد يوضح أسباب ميول كفافيس الفنية.
وكان كفافي في السابعة من عمره عندما مات أبوه في العاشر من أغسطس عام 1870 عن خمسة وخمسين عامًا ودفن بمدافن الأسرة في الشاطبي.. لم تكن صلة الابن بأبيه كبيرة، ولم يكن الأب يكترث بصغيره كثيرًا، فقد ولد له بعد ثمانية من الأولاد شبع من تدليلهم، وكان الأب في سنواته الأخيرة قد تدهورت أحواله المالية فمات ، ولم يترك لأسرته ثروة تذكر
وكان والد كفافيس -كما يقال- أول من أدخل صناعة حلج القطن في مصر، وكان له مصنعان في "كفر الزيات" ومتاجر في "منيا البصل"، ومكتب حاصلات زراعية في "زيزينيا" بالإسكندرية ومكتب آخر في "الموسكي" بالقاهرة
وكان صديقًا للخديوي "إسماعيل" الذي أهداه "الوسام المجيدي" في افتتاح قناة السويس عام 1869م، كما كان الخديوي "سعيد" أيضا صديقًا لهذه العائلة اليونانية
وكانت أمه في السادسة والثلاثين حين مات زوجها عام 1870 ولم تنجب الأم غير ابنة واحدة هي أخته
هيلليني" التي لم تعش طويلاً، وجاء هو في أعقابها، ومن ثم كان بالنسبة لأمه آخر العنقود وكما يقولون لم ينعم طفل بحنان أمه قدر ما نعم "كفافيس" الذي شب خجولاً منطويًا لا يعتمد على نفسه في شيء، تسارع أمه إلى تلبية طلباته، وتحشد الخدم لخدمته، وقد تعلم القراءة والكتابة في المنزل، وكانت له مربية ومدرس خاصان يقيمان في بيتهم بشارع "شريف
وقد التحق الفني الخجول "كفافيس ذو الستة عشر ربيعًا بالمدرسة التجارية بالإسكندرية، ولم يحصل شاعرنا على شهادة جامعية، ولم ينتظم في تعليمه لكنه استكمله بنفسه فيما بعد من خلال قراءاته الخاصة، وكان "كفافيس" يجيد إلى جانب لغته اليونانية، الإنجليزية، والفرنسية والإيطالية، واهتم في دراساته بالتاريخ اليوناني والكلاسيكات والأدب الأوروبي بوجه عام