ايجي روم : صوت وصورة
 

الشيخ حافظ ابراهيم قائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس suez

suez62.jpg

الشيخ حافظ سلامة بطل وقائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس و أحد رموز العمل الخيري

بداياته : ولد الشيخ حافظ على أحمد سلامة، بالسويس في 6ديسمبر 1925م أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر ، وكان حافظ الأبن الرابع لوالده الحاج علي سلامة الذى كان يعمل في تجارة الأقمشة

بدأ حافظ سلامة تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظًا ، حتى أصبح مستشارًا لشيخ الأزهر لشئون المعاهد الأزهرية حتى 1978م ، ثم أحيل إلى التقاعد

انتسب للعمل الخيري مبكرا وشارك في العديد من الجمعيات الخيرية في السويس، وكان له دور اجتماعي وسياسي ونضالي بارز حيث ساهم في دعم المقاومة والمشاركة في العمليات الفدائي والتعبئة العامة للفدائيين

بداية الجهاد : بعد نشوب الحرب العالمية الثانية بين قوات المحور وقوات الحلفاء أصبحت السويس أحد مناطق الصراع بين القوتين ، وكانت مصر واقعة تحت الأحتلال الأنجليزي آنذاك ، مما أدى إلى هجرة أهالى السويس ومنهم عائلة الشيخ حافظ سلامة والذى رفض أن يهاجر معهم وفضل البقاء في السويس وكان عمره آنذاك 19 عاما ، وكان يوفر نفقاته من إدارته لمحل الأقمشة الذى يمتلكه والده وكان يرسل الأموال لعائلته التى هاجرت إلى القاهرة

شاهد الشيخ حافظ سلامة الحرب الدائرة بين القوتين في بلده ، ولم ينأ بنفسه عن المعركة بل لعب دورا كبيرا في عمليات الدفاع المدني لمساعدة الجرحى والمصابين

في العام 1944م قابل حافظ سلامة أحد الحجاج الفلسطينيين الذين كانوا يمروا من السويس عندما كان يربط بين ميناء السويس والقدس شريط سكك حديد كان الحجاج الفلسطينين يستخدمونه في الذهاب إلى الأراضى المقدسة ، وقد طلب من الشيخ حافظ توفير حجارة الولاعات التى تستخدم في صناعة القنابل اليدوية كما أمده الشيخ أيضا بالسلاح لمساندة المقاومة الفللسطينية ضد الأحتلال ، حتى قبض عليه في إحدى المرات وحوكم بالسجن 6 أشهر ولكن تم الأفراج عنه بعد 59 يوم بعد وساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في مصر

جمعية شباب محمد

انضم الشيخ حافظ سلامة إلى جماعة شباب محمد والتي أنشأها مجموعة من الأشخاص المنشقين عن الأخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة عام 1948م وشارك الشيخ حافظ من خلال تلك الجمعية في النضال الوطني الإسلامي في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي ، وبعد أنضمامه بفنرة قصيرة أعلن قيام دولة إسرائيل في نفس العام ، وإعلان الجيوش العربية للحرب ، وأراد الشيخ حافظ التطوع في صفوف الفدائيين والسفر إلى فلسطين لقتال العصابات الصهيونية ، لكن قيادة جماعته طلبت منه حينذاك عدم السفر باعتبار أن العدو الحقيقي لا يزال مرابضا في مصر

فشكل حافظ أول فرقة فدائية في السويس ، كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية المرابضة على حدود المدينة ، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر ، كان يتم تسليمها للمركز العام للجمعية في القاهرة ، لتقوم هي بعد ذلك بتقديمها كدعم للفدائيين في فلسطين ، وبعد هزيمة الجيوش العربية أنخرط في العمل الخيري والدعوى من خلال الجمعية

في يناير عام 1950م ألقى القبض عليه على أثر مقال كتبه في جريدة النذير أنتقد فيه نساء الهلال الأحمر بسبب ارتدائهن أزياء أعتبرها مخالفة للزي الشرعي

وبعد قيام ثورة 23 يوليو 1952م وتحديدا في الستينات أصدر جمال عبد الناصر قرارا بحل جمعية شباب محمد وإغلاق صحفها على خلفية مقالات تهاجم فيها العلاقات السوفيتية المصرية

الجهاد في المعتقل

أعتقل الشيخ حافظ سلامة بعد ذلك في إطار الاعتقالات التي نفذها النظام الناصري ضد الاخوان وظل الشيخ حافظ سلامة في السجن حتى نهاية 1967م بعد حدوث النكسة ، وكان يقضى عقوبته في العنبر رقم 12

أفرج عن الشيخ حافظ سلامة في ديسمبر عام 1967م فاتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس ، وأنشأ جمعيةالهداية الإسلامية ، وهي الجمعية التي اضطلعت بمهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الأستنزاف منذ عام 1967م وحتى عام 1973م

ولعب الشيخ حافظ سلامة دورا هاما في عملية الشحن المعنوى لرجال القوات المسلحة بعد أن نجح في أقناع قيادة الجيش بتنظيم قوافل توعية دينية للضباط والجنود تركز على فضل الجهاد والاستشهاد وأهمية المعركة مع اليهود عقب هزيمة 1967م والأستعداد لحرب عام 1973م ، وكانت هذه القوافل تضم مجموعة من كبار الدعاة وعلماء الأزهر وأساتذة الجامعات في مصر مثل شيخ الأزهر عبد الحليم محمود والشيخ محمد الغزالي ، والشيخ حسن مأمون ، والدكتور محمدالفحام ، والشيخ عبد الرحمن بيصار وغيرهم ، ويقول اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني عن الدور الذي لعبه الشيخ حافظ سلامة في تلك الفترة : "الشيخ حافظ سلامة كان صاحب الفضل الأول في رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة ، بل إن الجميع كانوا يعدونه أبا روحيا لهم في تلك الأيام العصيبة

وقد نجحت القوافل نجاحًا كبيرًا فصدر قراربتعميمها على جميع وحدات الجيش المصري في طول البلاد وعرضها كنوع من الاستعداد للمعركة الفاصلة مع اليهود

المحطة الأهم في حياته

تعد قيادة الشيخ حافظ سلامة لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدءًا من يوم 22 أكتوبر 1973م هي المحطة الأهم في حياة الشيخ حافظ سلامة، حيث تسللت إسرائيل إلى غرب قناة السويس في منطقة "الدفرسوار" القريبة من الأسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة وأحتلال مدينة السويس بإيعاز من الولايات المتحدة الأمريكية حتى تجد ما تفاوض عليه في اتفاقية وقف القتال ، وأسلمت القيادة الأسرائيلية هذه المهمة إلى الجنرال أدان الذى وجه أنذار إلى محافظ السويس بالأستسلام أو تدمير المدينة بالطيران الأسرائيلي ، ولكن الشيخ حافظ سلامة ومعه عدد من القيادات الشريفة المجاهدة ، ومعه جميع أبناء المدينة قرروا رفض تسليم المدينة واستمرار المقاومة مهما كانت الظروف ، ووقف الشيخ حافظ سلامة على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة

تعرضت المدينة لحصار شديد من القوات الإسرائيلية وقصف مستمر من الطائرات وتقدمت إلى المدينة 200 دبابة وكتيبة من جنود المظلات وكتيبتين من جنود المشاه بعربات مدرعة ، وعلى الرغم من موافقة إسرائيل على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار إلا أنها لم تلتزم بقرار ثان لنفس المجلس وواصلت هجومها على المدينة ، وأقتحمت قوة من الجيش الأسرائيلي مبنى قسم شرطة الأربعين وحاصرته بدباباتها ومدرعاتها إلا أن رجال المقاومة تصدوا لها مع عدد من رجال القوات المسلحة في معركة دامية ، كانت نتيجتها تدمير جميع دبابات العدو ومدرعاته التي اقتحمت المدينة ، وسقوط عدد من رجال المقاومة شهداء

وبدأت أعداد القتلى والجرخى الأسرائيليين في التزايد بإيدى القوات المسلحة ورجال ونساء وأطفال السويس حتى تم اندحار القوات الإسرائيلية عقب أكبر هزيمة لمعركة الدبابات حيث فقدت إسرائيل فيها 76 دبابة ومصفحة بأسلحة المقاومة وتم أسر القائد اليهودي عساف ياجوري وعدد كبير من طواقم المدرعات

ويصف سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقت الحرب هذا الدور قائلاً: "إن الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية، إمام وخطيب مسجد الشهداء ، أختارته الأقدار ليؤدي دورًا رئيسيًّا خلال الفترة من 23– 28 أكتوبر عام 1973 عندما نجحت قوات المقاومة الشعبية بالتعاون مع عناصر من القوات المسلحة في صد هجمات العدو الإسرائيلي وإفشال خططه من أجل احتلال المدينة الباسلة

استمرار المسيرة

وبعد هذا التاريخ العظيم للشيخ من جهاد ونضال ضد العدو ظل الشيخ حافظ سلامة يلعب دورا إيجابيا في مجتمعه من الناحية الدعوية والاجتماعية وأيضا السياسية فقد رفض الشيخ حافظ سلامة زيارة السادات للقدس عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979م مما جعل الرئيس السادات يضعه على رأس قائمة اعتقالات سبتمبر 1981م ، وقد أفرج عنه بعد أغتيال السادات

ولا يزال الشيخ حافظ سلامة وهو في ذلك السن الكبير له عزيمة و همة غير عادية في العمل الخيري يود أن يلقى الله بها ، منها بناء المساجد مثل مسجد النور بالعباسية و مسجد الرحمن بشبرا الخيمة والعديد من المساجد في مدينة السويس التابعة لجمعية الهداية ، و بناء المدارس الإسلامية بمدينة السويس ومساعدة المحتاجين

ولا يزال له دور سياسى واضح في دعمه المادى و المعنوى لشعب فلسطين و لبنان و أفغانستان و غيرها من بلاد المسلمين ، ودور أجتماعى هام في مجتمعه مثل الحملة الشعبية التى قادها في السويس لرفض إقامة مشروع مصنع "أجريوم" للبتروكيماويات في مدينة السويس وذلك خوفا من آثاره البيئية الخطيرة

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات