dendera نقوش على جدران معبد دندرة للملكة كليوباترا السابعة
استرعى تاريخ كليوباترا أكثر من تاريخ أي حاكم آخر من حكام البطالمة و الإمبراطورية الرومانية التي كانت تسيطر على العالم لقرون عديدة، وأثارت كليوباترا أجيالاً من الأدباء، والشعراء حتى كتب عنها العديد من المسرحيات الشعرية وأبرزها ما كتبه أمير الشعراء أحمد شوقي.. وكان لهذا أثر كبير في الإقبال على زيارة حمامات كليوباترا و مشاهدة النقوش التي تروي أجزاء من قصتها على المعابد الفرعونية
تاريخ كليوباترا وصفاتها تثير الفضول والاهتمام فقد كانت امرأة في عهود كانت فيها الحروب تعتمد على السواعد والقرارات القاسية، ووضعتها الظروف في صراع على حكم الإمبراطورية.. وكان لها من الصفات المتعددة سواء الجمالية أو الشخصية، كانت جميلة القوام والمظهر لها من الرقة الأخاذة والعذوبة في حديثها و المؤثرة على مستمعيها، كما تميزت بصفاء الذهن وحذاقة اللسان، وتروي المصادر التاريخية أنها كانت تجيد التحدث بلغات عديدة، اللغة المصرية القديمة وكذلك الآرامية والعربية والعبرية والفارسية واليارثية (الأثيوبية والصومالية).
كما أنها تتمتع بشخصية الحكام الأقوياء بقوة الإرادة وحب المجد والسيطرة والقدرة على اتخاذ القرار، لم تخش الانتحار بسم الثعبان، و هو ما فضلته على أن تصبح أسيرة
تركت كليوباترا آثارًا عديدة في مصر تدل عليها من بينها عملات تظهر فيها صورتها، كذلك ابنها قيصرون التي كانت تطمع في أن يخلفها في الحكم، كما تركت نقوشاً على المعابد أشهرها في معبد دندرة الواقع بالقرب من الأقصر في صعيد مصر. وتصور النقوش الموجودة على جدار بيت الولادة الروماني بمعبد دندرة أن كليوباترا وقعت في شباك حب يوليوس قيصر وأنجبت منه الطفل قيصرون.. كما توجد نقوش أخرى تروي نفس القصة على جدران معبد الفاو
وإذا كان جزء من تاريخ كليوباترا يتعلق بحريق مكتبة الإسكندرية، حيث حصن قيصر نفسه من الأخطار التي أحدقت به بقصور ميناء الإسكندرية الذي يعرف اليوم بالميناء الشرقي.
عندما استولى جيش أخيلاس على المدينة التهب حماس الأهالي لإنقاذ الملك.. و لما كان يهم قيصر في هذه الأزمة الخطيرة المحافظة على مواصلاته البحرية كان بالميناء 72 سفينة بجانب 38 سفينة أخرى بالأحواض المجاورة وكان قيصر يخشى أن تقع في قبضة أعدائه فأمر بحرقها و ارتفع اللهب بشدة حتى امتد إلى رصيف الميناء وأحرق المكتبة الكبرى و أمر قيصر جنوده باحتلال الصخرة الشهيرة المواجهة للمكتبة للسيطرة على الميناء. على هذه الصخرة كان مقامًا فنار الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة. وقد أعادت مصر بناء مكتبة الإسكندرية لتكون من أشهر المزارات الثقافية في مصر.. ومن ساحلها يمكن الوصول إلى شاطئ مرسى مطروح لمشاهدة حمامات كليوباترا وصخرة الغرام والتي يكمن تحتها المخبأ السري لكليوباترا وأنطونيو.
أما عن قصة كليوباترا فقد تم ترشيحها للحكم عقب تسلسل الحكام الرومان وقد اوصى والدها بطليموس بأن يخلفه في الحكم بطليموس الثالث عشر وكليوباترا من ابنائه الاربعة وأن يتزوجا حيث كان يسمح بزواج الأخوة للأمراء والحكام وأن يشتركا في الحكم سويا. جاء تطلع كليوباترا وبطليموس الثالث عشر للحكم في وقت انتشرت فيه الدسائس والأطماع للقفز على الحكم خاصة مع صغر سن كليوباترا وبطليموس..
بفضل ذكائها وسحر فتنتها تمكنت من أن تتخذ من قوة روما أداة لتنفيذ أغراضها، وأكدت قواتها بحفظ السلام بالإسكندرية التي كانت تتعرض لاضطرابات.
و كانت كليوباترا وقعت في شباك يوليوس قيصر و أنجبت منه الطفل قيصرون وفلادلفوس و لأنها أرادت أن يتولى ابنها قيصرون الحكم في يوم ما فقد قامت بزخرفة معبد دندرة عقب ميلاده وسجلت على جدرانه أنها أنجبت قيصرون من آمون-رع الذي خالطها في صورة قيصر و ذلك جريًا على معتقدات قدماء المصريين الدينية بأنها أنجبت من الإله آمون-رع وأنه خالطها في صورة زوجها الشرعي قيصر، لذا فإن ابنها يستحق المباركة من الإله الفرعوني آمون-رع و هو ما يمنحه حق تولي الحكم
ثم جاء أنطونيو لينتقم من قيصر الذي تزوج من كليوباترا فقتله إلا أنه هو الآخر وقع في شباكها وتزوجها وأنجب منها إسكندر هليوس بمعنى الشمس و سيلين- بمعنى القمر
رحلت كليوباترا في التاسعة والثلاثين من عمرها والجمال والإباء في وجهها.. لتترك للزائر العديد من الاثار