ايجي روم : صوت وصورة
 

beni-suef ميدان عام و محموعة من ستوديوهات التصوير في شارع بمحافظة بني سويف

benisuef10.jpg

ميدان عام و محموعة من ستوديوهات التصوير الفوتوغرافي في شارع بمحافظة بني سويف

مركز إهناسيا هو من أهم مراكز محافظة بني سويف و قديماً كانت إهناسيا عاصمة مصر لذلك يأتي إليها السياح لمشاهدة المعابد و الآثار.ويسميها العامة إهناسيا أم الكمان - بكسر الكاف

الأسرتان التاسعة والعاشرة ( ملوك أهناسيا )

ظهرت أسرة قوية في منطقة " أهناسيا " عند مدخل منخفض " الفيوم " في محافظة " بني سويف " استطاعت تأسيس الأسرتين التاسعة والعاشرة ، وبسطت نفوذها على أقاليم مصر الوسطى وعلى الدلتا .

غير ان " أسرة أهناسيا " لم تنجح في اعادة الوحدة إلى البلاد ، وإذ نافستهم أسرة قوية ظهرت في " طيبه " ( الأقصر حاليا ) واستطاع أمراؤها القضاء على الأسرة العاشرة في " أهناسيا " ، وإقامة أسرة جديدة هي الأسرة الحادية عشرة ، التي بها يبدأ عصر الدولة الوسطى

و تروي القصة أن قرويا يسمى " خون إنبو " خرج من بلدة تسمى " غيط الملح " وهي بلدة من نواحي " الفيوم " وترك زوجته ماريا و اولادها وترك لهم جانبا مما كان يدخره من الغلال ، وحمل حميره ببضاعة متواضعة من نطرون و أعشاب و جلود و احجار كريمة ابتغاء أن يتجر بها في مدينة " أهناسيا " عاصمة الملك في عهده

و مر في طريقه على قرية تسمى " برفيفي " كان يتولى أمرها موظف فاسد يدعى " تحوتي نخت " أو " نمتي نخت " نيابة عن موظف آخر كبير كان يرأس نظارة الخاصة الملكية ويدعى " رنسي بن مرو " ، وطمع " نمتي نخت " في تجارة القروي و حميره و أراد أن يكون له نصيب منها ، فاعترضه على طريق زراعي ضيق كان لا بد أن يمر عليه ، وأوعز إلى خادمه أن يبسط على الطريق قماشا يغطيه بالعرض ، ولما تقدم القروي على الطريق نهاه " نمتي نخت " أن يمر على قماشه المبسوط ، فاعتذر القروي وابتعد عن القماش وسار قرب الزراعة ، فنهره مرة أخرى

و فجأة قضم أحد حمير القروي قضمة من سنابل الغلال فاعتبرها " نمتي نخت " فرصته و أصر على أن يستولي على الحمار جزاء جرمه ، فاحتج القروي و هدد بإبلاغ الأمر إلى ناظر الخاصة وصاحب الأرض ، فغضب " نمتي نخت " و أخذته العزة بالإثم و استولى على بضاعة الرجل و حميره كلها ، فبكى القروي واشتد عويله ، فنهره " نمتي نخت " في صفاقة غريبة قائلا له : " لا ترفع صوتك يافلاح ، أنت قريب من بلد السكون ... " وكان رب السكون هذا هو المعبود " أوزير " ، و يبدو أنه كان له ضريح قريب من " برفيفي " يهابه الناس و يحترمونه

و لكن القروي لم يهتم به و قال بلهجته الريفية اللطيفة : " تضربني وتنهب متاعي وتوقف الشكوى على لساني ؟ يارب السكون أعطني إذا حاجتي حتى أبطل الصراخ الذي يغضبك

و استمر القروي في طيلة عشرة أيام يشكو حينا و يسترحم حينا ، و لكن بغير طائل ، فاتخذ سبيله إلى العاصمة " أهناسيا " ليشكو بلاه إلى ناظر الخاصة " رنسي " فقابل القروي ناظر الخاصة و وجه اليه استعطافا رقيقا لينا حاول ان يستثير به نخوته ، و كان من قوله له : " اذا كنت حقا أبا لليتيم ، وزوجا للأرمل ، وأخا للمطلقة ، و رداء لمن لا أم له ، .......... ، و ها أنذا أقول و أنت تسمع . أقم العدل أمدحك و يمدحك المادحون – أزل معاناتي فقد ثقلت ، واحمني فقد ضعت

و فعل استعطاف و مديح القروي فعله لدى ناظر الخاصة ، فأعجب به و أسرع إلى فرعونه وهو يقول : " مولاي وجدت واحدا من أولئك القرويين جيد الكلم يتحدث الصواب نهب متاعه و أتاني يتظلم إلي

و قص القروي قصت على الفرعون ، فكفل الملك ناظر الخاصة بأن يتكفل برزق زوجة القروي و عياله طيلة المدة التي سوف يبقى فيها في " أهناسيا

و تصور القروي " خون إنبو " أن الحاكم يشبه دفة السفينة التي تحدد مسيرتها ، و يشبه السند الذي يعتمد الناس عليه ، وشبه خيط الميزان في دقة تعبيره عن وزن الأمور ، و قال لناظر الخاصة و هو يشكوه إلى نفسه : " أيها الدفة لاتنحرف ، و يا أيها السند لاتميل ، و يا أيها الخيط لاتتذبذب

و أطال القروي في شكايته ، و لما فرغ منها استدعاه ناظر الخاصة ، فتوقع الرجل أن تكون الدعوة لمقتله ، و أخذ يروض نفسه على ملاقاة الموت في شجاعة ، و لكن ناظر الخاصة " رنسي " طمأنه و أراه شكواه منسوخة على برديات جديدة أعدها ليعرضها على الفرعون شخصيا ، فلما عرضها على مولاه امره بأن يقضي في القضية بنفسه ، فقضى بتجريد " نمتي نخت " من ممتلكاته ، و وهبها للقروي فضلا عن حميره و بضاعته

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات