ايجي روم : صوت وصورة
 

دير السيدة العذراء والقديس يحنس كاما في وادي النطرون في محافظة البحيرة behera

behera23.jpg

دير السيدة العذراء والقديس يحنس كاما و المعروف بدير السريان في وادي النطرون

السريان الأرثوذكس هم طائفة مسيحية شرقية تُرجِع جذورها -بحسب تقليدها الكنسي- إلى رسل المسيح الاوائل، فسلسلة بطاركة هذه الطائفة تبدا من القديس بطرس كبير تلامذة المسيح ، و اسم السريان بالنسبة لمؤرخي الكنيسة السريانية يشمل بمعنى اوسع معظم المسيحيين في بلاد الشام و بلاد الرافدين بغض النظر عن عقائدهم المذهبية ، فالروم الأرثوذكس مثلا يسمون ايضا بالسريان الملكيين وذلك لانهم اثروا اتباع مذهب الملك البيزنطي مارقيانوس عقب مجمع خلقيدونية عام 451 م، وكذلك الموارنة الكاثوليك تسمى كنيستهم بالكنيسة السريانية المارونية وكذلك الكلدان الكاثوليك وهكذا بالنسبة لبقية كنائس المنطقة عدا كنيستي الارمن الأرثوذكس والأرمن الكاثوليك فهم أرمن بطبيعة الحال ، فالسريان او السوريون إذن هم سكان البلاد الأصليين وأحفاد بناة حضارات سوريا وبلاد الرافدين المتعاقبة قبل قدوم الفتوحات الإسلامية

السريانيون سميوا بهذا الاسم نسبة إلى سوريا وطنهم التاريخي Syria - Syrian فباللغة السريانية يقال للشخص السرياني ܣܘܪܝܝܐ Suryoyo أي سوري ، أما العرب فقد استخدموا ذات اللفظة التي استعملها البيزنطيين للدلالة على الشعب السوري وهي سريان syrian ولازالوا يستعملونها حتى اليوم . هناك بعض الآراء التي تشير إلى أن مصطلح سرياني أو سريان قد يكون مصدره اسم الملك الفارسي قورش Cyrus الذي حكم من 559 إلى 529 قبل الميلاد والذي قام بغزو بابل وتحرير العبيد اليهود الذين رجعوا إلى أرض فلسطين ويستند هذه الفرضية بأن كلمة سريان التي كانت مرادفة نوعا ما لفكرة تحرير شخص ما قد أطلقت على المسيحيين في أنطاكية في سوريا لأول مرة ويعتمد هذه الفرضية على التقارب اللفظي بين الكلمات اللاتينية : الملك قورش (Cyrus) ومسيحي (Christian) وسوري (Syrian) وهذه مجرد فرضية لا يمكن التأكد منها [7]

بينما تشير فرضية أخرى إلى أن السريان والسريانية مصدرها الملك سورس الذي ظهر قبيل النبي موسى وهو من الجنس الآرامي سكان سوريا قديما وقد استولى على بلاد سوريا وما بين النهرين وباسمه سميت هذه البلاد سوريا و أهلها سورسيين باللغة الآرامية ثم حذفت السين فصارت سوريين و كذلك سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس أخي سورس . استنادا إلى كتابات المؤرخ البير ابونا والمستندة بدورها على تفسير ايليا (974 - 1046) مطران نصيبين النسطوري هناك شبه إجماع على ان السريان هو اسم ديني للكنيسة الانطاكية التي تكونت من السوريين وليس مدلول سياسي اوقومي ولم يكن يوما الاسم السرياني يشير إلى أمة بل إلى الديانة المسيحية

استنادا إلى المطران لويس ساكو أستاذ اللاهوت في جامعة بغداد و الحاصل على دكتوراة في التاريخ المسيحي القديم، أطلق مصطلح "السريان" و "السريانية" منذ القرنين الثاني والثالث الميلاديّ على الآراميين و على الآرامية، أي على اللغة و الثقافة التي سادت المنطقة في سوريا ، بينما بقي الاسم الآرامي القديم غير مستحبّ و مرتبطاً بالوثنية. و بالتالي، يحسب السريان أنفسهم ورثة الآراميين مباشرة. بينما يعتبر البعض كالتنظيم الآرامي الديمقراطي أن "السريان أقلية قومية تعيش في بلدان الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا وتركيا و لبنان والعراق و الأردن، دون أن يُعطى لها الحق في ممارسة وجودها القومي ودون أن تعترف دول العالم بحقوقها" بينما يعتبر حزب شورايا او سورايا أن قوميا و سياسيا السريان هم الآشوريون وأتباع الكنيسة السريانية هم من أبناء الشعب الأشوري.

كان للسريان دور كبير في النهضة الفكرية والعلمية الإسلامية حيث اشتهر الكتاب السريان بدقتهم في الترجمة وخاصة ترجمة فلسفة أرسطو وأفلاطون وكانت لهذه الترجمات أثر كبير في بدايات الفلسفة الإسلامية حيث بدأ وتحديدا في عصر المأمون العصر الذهبي للترجمة ونقل العلوم الإغريقية والهلنستية إلى العربية مما مهد لانتشار الفكر الفلسفي اليوناني بشكل كبير وكانت المدرسة الفلسفية الأكثر شيوعا خلال العصر الهلنستي هي المدرسة الإفلاطونية المحدثة Neoplatonism التي كان لها أكبر تأثير في الساحة الإسلامية في ذلك الوقت

و يشار إلى وجود جالية كبيرة في الهند تتبع هذه الكنيسة منذ القرون الأولى للمسيحية تتبعها عقائديا وروحيا إلا أنها تحتفظ باستقلالها الإداري إلى حد كبير

جاليري مصر - اعداد وتقديم: مصريات