معبد ابو سمبل في اسوان
يتميز المعبد الصغير بأن الملك رمسيس الثاني سيطر علي مناظر جدرانه حيث نجده يمتلك وحده 17 منظر مقابل 12 منظر لصاحبة المعبد نفرتاري , حتى الواجهة بها أربعة تماثيل لرمسيس مقابل اثنين لنفرتاري.
ويلقي المعبد الضوء علي أولاد رمسيس من زوجته نفرتاري والذين صوروا في معبد زوجته. أنجبت نفرتاري أربعة أولاد وبنتين والذين صوروا بين وحول سيقان الأبوين ومنهم أمون-حرخبشف ورع-حرونمف اللذين صاحبا والدهما في محاصرة قلعة دابور في سوريا , وأيضا أشهر بناته مريت-أمون التي لربما تزوجت من أبيها بعد وفاة أمها وصاحبت أبيها أيضا في افتتاح معبدي أبو سمبل. والمعبد عموما يتسم بالملامح الأنثوية التي تظهر في الخطوط الرقيقة لأشكال الملكة والآلهة وفي الاهتمام بإبراز الملامح الجمالية للنساء وان كانت اغلب مناظر المعبد تركز علي المراسيم الدينية اليومية في المعبد مثل تقديم الأزهار وحمل أداة الصلصلة وتقديم الخمر وحرق البخور فوق القرابين. يقع هذا المعبد الصغير علي بعد مائة متر من الجانب الشمالي للمعبد الكبير وقد قطع في صخور الجبل الذي سماه المصريون القدامى "الجبل الطاهر" أو "الجبل الشمالي". كان المصريون يأتون لهذا الجبل قبل بناء العبد الصغير لاعتقادهم بان الإلهة حتحور إلهة الموتى التي صورت علي هيئة بقرة كانت تسكن في هذا الجبل ولذا كانوا يفدون للجبل ويحملون القرابين التي يهبونها للإلهة. واعتبر المصريون هذه الإلهة هي ربة الحب والجمال والموسيقي والرقص وهي تعادل عند الإغريق الإلهة افروديت. واسم (حت-حور) يعني "سكن(الإله)حورس", لأنها قامت بتربية حورس أثناء غياب الام إيزيس بحثا عن زوجها, فأخذت حتحور حورس في الأحراش و أرضعته من لبنها و أصبحت أما له بالتبني. استغل رمسيس جبل حتحور القديم بابو سمبل ونحت معبدا كرسه لكل من الزوجة الحبيبة نفرتاري والإلهة حتحور.من الغريب أن الملكة لم تري معبدها وقت افتتاحه بسبب مرضها وكان يرافقها علي مركبها التي رست بجوار معبدها –محافظ النوبة حقا-نخت وكلفت ابنتها مريت-أمون أن تحضر بدلا منها في حفل افتتاح المعبدين عام 1256 ق م .